قصـة العبد الذي أصبـح لاعبـاً

بداية الدرب .. قد يستغرب الكثير من العنوان أو قد يُقال هل الموضوع يخص " عالم المستديرة " !




بكل تأكـيد أن المـوضوع يخص المستديرة والمـستطيل الأخضر .




كم هي عجيبة حال هذه الكرة تراها تتناقل بين ( الأرجل ) وتدار بين لاعب و آخر




لـيس كـل ذلك إهانة لهذه المستديرة , الكل يـعلم أنها أتت بالملايين




أرقام فـلكية تـدفع من أجـل أن يـتم تـسجيل هذه الكرة في الشباك !





وفي الوقت الراهن أصبح المال هو من يدير كرة القدم , في الوقت السابق من الصعب جدا أن





ترى اللاعب يتناقل من نادي إلى آخر لأن المال ليس كل شيء بالنسبة له , أما الان فترى اللاعب





ربما ينتقل لـ أكثر من نادي في سنة واحده !!



أكيد أن سبب التنقل ليس من أجل المال فقط ولكن هو العنصر الأهم بالتأكيد





ولا يلام اللاعب لذلك لأن المال كما يُقال ( يعمي العين )





وأعجبني هذا البيت الرائع الذي يقول :



المال يابن حنيف ملعون أبو المالـ .. عزً الذليل وذل ناس عزيزهـ








داخل الدرب .. إبتعدنا عن الموضوع قليلا ولكن لكل ( وجبة ) لا بُد من ( المقبلات )



--





ملخص القصة
الـعـبد الذي أصبح لاعبا .. اللاعب الذي صار محترفا .. المحترف الذي وصل للعالمية .. العالمي



الذي تحدى " عرابه " .. الى أن إنتهى به الأمر إلى مـجرد " حثالة " كما بدأ





--




كلمات تحكي عن واقع الموضوع , ذلك الطفل الذي يلعب بكرة القماش في أحد الدول الفقيرة




لا يجد له ( مآوى ) أو ( طعام ) يناسبه كبقية أطفال العالم , حاله كحال الأطفال الذين يقيم معهم



في ( القارة السمراء ) , ,





أصبح ذلك الطفل الفقير ناضجا ليلعب في المستطيل الأخضر , بدأ مشواره في فرنسا ,,



وتحديدا في نادي موناكو , قال عنه الكثير أنه ( من أشباه اللاعبين ) إلى أن وصل به الأمر






أن قال عنه متحدث بإسم النادي " يجب على هذا الرجل الخروج من النادي بأسرع وقت ممكن "



" فكلما رحل مبكرا سيكون النادي ( موناكو ) في حالة ممتازه "






لم يجد صاحب البشرة السمراء كتف ليبكي عليه , إلى أن وجد ما كان يحلم به ..




وجد ( رجل ) يندر في هذا الزمان وجوده , وجد رجلا صاحب عقل " ذكي ومتمكن "





ومن أهم صفات هذا الرجل هي " الصبر "



قام هذا ( الرجل ) بأخذ اللاعب إلى ناديه البريطاني , وصبر لمدة طويلة جدا بدون كلل أو ملل على هذا ( الافريقي الفقير )





إنهالت على هذا ( الرجل ) الكثير والكثير من الانتقادات , لماذا يصبر على مستوى هذا ( الافريقي ) !



وكعادة هذا الرجل لا يرد على الآخرين ولا يلقي لهم ( بالا )





بل يذكرهم دائما بأن عليهم الصبر على المجد , لأنه يعلم ما يفعل ,,



إلى أن تحقق مراد صبر هذا ( الرجل ) , أصبح الولد ( الافريقي ) هدافا ولاعبا رائعا





وأصبح لهذا ( الفقير ) العديد من الأصدقاء في ناديه , من بينهم شابا رائعا من أصول " هولندية "



إلى أن وصل إلى العالمية كما ذكرت في الكلمات السابقة , أصبح هذا ( الفقير الأسمر )




هو أفضل لاعب على مستوى قارته " السمراء " , حصد الجوائز ونال المال وتغنى بإسمه الكثير



إلى أن جاءت لحظة وجد فيها هذا ( الفقير ) كنزا لم يراه من قبل , لأنه كان مجرد طفل مسكين





يلعب بكرة القماش بين ( الحصى والشوك ) , وانتهز هذا ( الأسمر ) الكنز الذي وجده فقد أعمى المال بصيرته , لم يرضى بما كان معه من ( الكنز ) بل نكر جميل ذلك ( الرجل ) الذي إحتضنه



وآتى له بالرزق والشهرة والحب ..




غادر ( الأسمر ) بيته " ومآواه " بدون رجعة في لحظة أسماها الكثير ( بالخيانة )



ترى هذا ( الأسمر ) يقبل شعار ناديه من يوم لأخر , وتراه الان في بيت آخر يقبل شعار آخر





إلى آن مرت الأيام نسي فيها عشاق ناديه السابق ( ملامحه ) , واعتبروا مغادرته غريبة




وفي مساء أحد الأيام تواجه ناديه السابق بناديه الحالي , وقام ( الفقير الأسمر ) بتحدي



ذلك ( الرجل ) الذي احتضنه وحمله من بين ( رصيف الشوارع ) , قام هذا ( الأسمر )



بتحدي ( الرجل الصبور ) , قام ( العبد ) بتحدي " العرّاب "



نكر هذا الفقير أصله ومكانه , نكر هذا الأسمر من أحبه على " الحلوة والمرة " ,





نكر هذا



( النكره ) من أحبوه , قام بإستفزاز " وغيض " من رفعوا بقدره ,,



قام هذا ( الحاقد ) بـ " اللهث " في أرجاء الملعب لـ " يغيض " بيته السابق ,,



ولم يكتفي هذا " الصغير " بذلك بل قام بـ أفعال أقل ما يُقال عنها " حيوانية " أعاذكم الله





قام هذا الحاقد الطائش بضرب أصحابه في ( نصف الملعب ) , انهم أصاحب بالفعل



كانوا منذ بضعة أشهر يأكلون ويتبادلون أطراف الحديث مع بعضهم ,



لكن نسي ( الصغير ) صديقه ( الهولندي ) , قام برفسه أعزكم الله بـ ( الحذاء ) على وجهه عمدا






كادت تلك الضربة أن تلقي بالهولندي إلى إنهاء مسيرته الكروية , كانت على بعد



بضع سنتيمترات من عينه ,, آسـفاه على الـوقت المـاضي !!



وبدأ هذا ( الحاقد ) بإصدار أقوال لا تصدر إلا من إنسان ( أحمق ) مثله !



يحاول تبرير موقفه ببضع كلمات صادرة من لسان ( أحمق ) , ليتك لم تنطق بكلمة أيها الحاقد



وكما يقول الكثير الوعد في ( 24 آبريل 2010 )



ونصل لـنهاية الدرب ..



وأريد أن أختم لكم ببعض " الأشعار " المأثورة والرائعة " للشافعي "



في مخاطبــة السفيــه يقول :


يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبا